عدد خاص اضطراب التوحد " التشخيص العالج" حولية علمية محكمة متخصصة احباث الندوة العلمية املوسومة ب

Transcription

1 حولية علمية محكمة متخصصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ISSN جامعة ديالى مركز ابحاث الطفولة واالمومة احباث الندوة العلمية املوسومة ب اضطراب التوحد " التشخيص العالج" عدد خاص اليت اجريت يف مركز احباث الطفولة واالمومة/ جامعة دياىل بتاريخ الكتاب السنوي لمركز ابحاث الطفولة واالمومة المجلد الحادي عشر 2017

2 2

3 العلمي والبحث العالي التعليم و ازرة ديالى جامعة الطفولة ابحاث مركز واالمومة الكتاب السنوي ملركز أحباث الطفولة واألمومة اجمللد احلادي عشر 2017 عدد خاص بأحباث ندوة اضطراب التوحد-التشخيص والعالج حمكمة متخصصة علمية حولية مطبعة جامعة ديالى 3

4 4

5 رقم اإليداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 609 لسنة 2006 الترقيم الدولي ISSN الكتاب معتمد ألغراض الترقيات العلمية بموجب كتاب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هيئة الراي 12 س في 2008/7/27 حقوق النشر محفوظة لمركز أبحاث الطفولة واألمومة بإذن إال الكتاب من جزء أي نشر أو اقتباس جيوز ال املركز 5

6 6

7 اشراف أ.د اعداد م.م 7

8 الهيأة االستشارية أ.د قاسم حسن صالح أ.د ابتسام عبد الكريم المدني أ.د وليد خضر الزايد أ.د بشرى عناد مبارك أ.م.د ناسو صالح سعيد رئيسا عضوا عضوا عضوا عضوا الآراء الواردة يف الكتاب تعرب عن وهجة نظر اكتهبا وال تعرب ر ابلرضورة عن وهجة نظر املركز 8

9 ثبت المحتويات تقديم نبذة تعريفية عن المركز الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد أ.م. ارفد صباح التميمي د. اشواق صبر ناصر... التوحد. مفهومه أسبابه أع ارضه وعالجه أ.م. د مهدي كاظم داخل التوحد المنظور الغذائي و إمكانية االصابة بالتوحد م.د. ريم خميس مهدي د ارسة في طيف التوح د " الجانب التثقيفي واألرشادي " د. شاكر حسين الخشالي المشكالت التي تعاني منها امهات أطفال التوحد أ. م.د خنساء عبد الر ازق عبد تقبل االسرة لوجد طفل المصاب بالتوحد بين اخوته أ.م.د بلقيس عبد حسين الرياضة والموسيقى في عالج التوحد و م.م. وفاء قيس كريم م.د هيام سعدون عبود دور التربية الفنية في حياة طفل التوحد م.د حذام خليل حميد اضط ارب االوتيزم عند االطفال م.د اسماء عبد الجبار سليمان مرض التوحد لدى االطفال م.م اسماء عباس عزيز التوصيات التي خرجت بها الندوة

10 تقديم ان اضطراب التوحد من اإلعاقات التي تحظى باهتمام الباحثين والمختصين إذ إن تأثيره ال يقتصر على جانب واحد فقط من شخصية الطفل ذي اإلعاقة بل يتجاوز ذلك ليشمل جوانب مختلفة منها المعرفي واالجتماعي واللغوي واالنفعالي وال يتوقف هذا التأثير عند هذا الحد بل يمتد ليشمل أسر هؤالء األطفال والمجتمع كله. وال يوجد نمط واحد أو محدد الضطراب التوحد بمعنى أن األمر ال يقف عند حدود نمط واحد بعينه تشير إليه مثل هذا االضطراب وتعكسه بل يتخطاه إلى ما هو أكثر من ذلك فتعدد مثل هذه األنماط بالرغم من وجود انماط ثالثة رئيسة تعد هي األكثر انتشارا بينها على مستوى العالم. وحاجتها إلى أساليب متعددة للتدخل تتضمن برامج وخدمات واستراتيجيات متنوعة تختلف من نمط إلى اخر يعتبر موضوع التوحد من المواضيع حديثة الطرح حيث زيادة االنتشار الملفت للنظر وغموض األسباب المرتبطة بالتوحد فما ز لا العلماء مختلفين حول اسباب هذا االضطراب في هذا العدد نعرض سته ابحاث وثالثة اوراق علمية واالمومة / جامعة ديالى الخاصة باضطراب التوحد التشخيص والعالج قدمت لندوة مركز ابحاث الطفولة المعقودة بتاريخ 2017/4/3 كي تكون بمثابة وثيقة حية تأصل وتوثق الجهد المبذول من قبل كادر المركز لواحدة من أخطر قضايا اإلنسان المعاصر إال وهي اضطراب التوح د في محاولة متواضعة لإلجابة عن بعض األسئلة المرتبطة بالظاهرة التي حيرت العلماء وعلى أمل أن ينفع العاملين في ميدان التعليم واإلرشاد ويسد فجوة بسبب قلة المصادر العربية والمعلومات واإلحصائيات. ناولت االبحاث تعريف التوحد ونسبة االنتشار واألسباب المرتبطة بالتوحد واألعراض التي تساعد على تشخيص التوحد حتى عمر ثالث سنوات وخصائص ومميزات األطفال المتوحدين والتي من الممكن ان تساهم في التقليل من زيادة وحدة االنتشار ومعايير ومؤشرا ت التوحد ما بعد الجيل المبكر وتغدية الطفل التوحدي ودور بعض االساليب التربوية في التخفيف من اضطراب التوحد وسبل التواصل مع األهل وليزيد الطرح التربوي من إمكانية طرح طرق الوقاية من خالل سؤالنا وبحثنا الحثيث عن األسباب الحقيقية وراء زيادة االنتشار وكيفية التقليل او الحد من هذه الزيادة ما هي الطرق واألساليب التربوية المناسبة للعمل مع التوحد كيف يمكننا تطوير قدر تا الطفل المتوحد ما هي المقاييس والخصائص المميزة للتوحد نتمنى من هذه الندوة ان توضح مالبسات المرض مما يساهم في زيادة الوعي التربوي واألكاديمي حول ظاهرة غريبة تتوسع في االنتشار وتمتد في العالم بشكل ملفت للنظر. 10

11 وفي الختام البد من اإلشادة بالجهود المخلصة التي ساندت المركز للنهوض بمهامه الجسيمة السيما االستاذ الدكتور عباس فاضل الدليمي رئيس جامعة ديالى المحترم والسادة مساعدي رئيس الجامعة للشؤون اإلدارية والعلمية وهم االستاذ الدكتور عامر محمد إب ارهيم واألستاذة المساعدة الدكتورة منتهى عذاب ذويب المحترمون أملين إن ينال العدد الحالي رضا الق ارء والمهتمين بقضايا األم والطفل في الع ارق. املدرس املساعد 11

12 رؤية ورسالة وأهداف مركز أبحاث الطفولة و األمومة أوال :- الرؤية ثانيا :- الرسالة السعي إلى الريادة في البحث العلمي المتخصص في قضايا الطفل والمرأة العراقية االرتقاء بالطفل والمرأة العراقية من خالل تقديم باقة من الخدمات البحثية ألصحاب القرار الخاص بقضاياهما وتطبيق البرامج التنموية التي تمكن العاملين معهما على صياغة الهوية الوطنية التي تمتعهما بالكفاية والصحة النفسية كي يكونوا إفرادا منتجين في المجتمع ثالثا :- أهداف أ- خدمة أغراض البحث العلمي في المجاالت آالتية : - تشكيل نواة لوحدة معلومات متخصصة بالطفولة واألمومة. المالئمة لها المستويات الصحية واالجتماعية - تحديد حاجات األطفال الراهنة والمستقبلية ورسم أولويات العمل - تحديد احتياجات األمهات وما تعانيه من أوضاع مختلفة على والتربوية. - أجراء بحوث ذات صلة بتطوير نمو األطفال والمشكالت التي تواجههم. - تقديم خدمات استشارية للباحثين في مجالي الطفولة واألمومة. ب- خدمة المجتمع في المجاالت اآلتية : - فتح قناة اتصال بين المركز والجامعات والمراكز المتخصصة في الوطن العربي والعالم لغرض تبادل الخبرة والمعلومات في مجالي الطفولة واألمومة. - تقديم االستشارات النفسية والتربوية والصحية للمؤسسات االجتماعية. - تنظيم البرامج التدريبية لالختصاصين العاملين مع األطفال العاديين وغير العاديين. - إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية المتعلقة بمرحلة الطفولة وقضايا األمومة المعاصرة. - صياغة المشروعات والبرامج التحديثية في مجالي الطفولة واألمومة. 12

13 الكتاب السنوي لمركز ابحاث الطفولة واالمومة/ جامعة ديالى المجلد الحادي عشر عدد ISSN خاص ص ص نيسان 2017 الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد أ.م. رافد صباح التميمي جامعة بغداد / كلية االدارة واالقتصاد د. اشواق صبر ناصر الجامعة المستنصرية /كلية التربية االساسية املستخلص استهدف البحث الحالي :- 1. بناء مقياس الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد. 2. التعرف على الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد. 3. التعرف على الفروق في الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد على وفق متغير النوع )ذكور اناث ) و يتحدد البحث الحالي ب عينة من األطفال المتوحدين الموجودين في معهد النهال ومعهد ارمي بعمر )12-6( سنة من كال الجنسين ( ذكور / إناث ) للعام الد ارسي 2016/2015 وقد بلغت عينة البحث )83 ) طفال متوحدا وبواقع )43 ) ذكور و) 40 (اناث وقد قام الباحثان ببناء مقياس اضط ارب الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد وتكون المقياس من )28 ) فقرة وضعت وفقا لمعايير DSM-IV واستخرج له الصدق والثبات واستخدم الباحثان االختبار التائي لعينتين مستقلتين واالختبار التائي لعينة واحدة وقد اظهرت النتائج :- 1- توجد فروق دالة في الوحم الشاذ لصالح عينة اطفال التوحد. 2- ال توجد فروق ذات داللة احصائية بين متوسط الذكور واالناث على مقياس اضط ارب الوحم الشاذ. 13

14 Abstract: Current search targeted - : 1-.Building pica disorder measure of Autism children. 2-.To identify pica disorder among Autism children. 3-.Identify the differences in pica disorder among Autism children according to the type variable (males females) And current research is determined by a sample of pica disorder who are in Alnhal Institute and the Institute of Rami age (6-12 years) of both sexes (male / female) for the academic year 2015/2016 The research sample was (83) recluse children and by (43) males and (40) females have the researchers built a craving abnormal disorder among children with autism scale and be the scale of the (28) items developed according to criteria DSM-IV and extracted his honesty, fortitude and researchers used T- test for two independent samples and testing T- test for one sample. The results showed: 1- There are significant differences in the pica disorder for the sample of children with autism. 2- There are no significant differences between the average male and female pica disorder scale. 14

15 اوال :- مشكلة البحث يعد التوحد أحد االضط اربات النمائية الشاملة التي تعد من أكثر مشكالت الطفولة إزعاجا وارباكا وحيرة ألنها تتضمن اضط اربا في جوانب األداء النفسي خالل مرحلة الطفولة والذي قد يمتد ليشمل م ارحل عمرية أخري بما في ذلك االنتباه واإلد ارك والتعلم واللغة ومها ارت التواصل والمها ارت الحسية والحركية وكل ذلك ينعكس سلبا علي كل من يتعامل مع هؤالء األطفال من أسر ومعلمين واختصاصيين وأق ارن )الجارحي 2010,.) 1330: فالتوحد من اعقد االضط اربات واألم ارض ألنه ليس مرض محدد او ذي أع ارض ثابتة, فهو يختلف من حيث الشدة والتشابه في المصاب الواحد أو مع اآلخرين. وبسبب تعقيد هذا المرض وعدم معرفة أسبابه أصبح من الضروري والمهم أن تتم عملية التشخيص من قبل فريق متكامل يتكون من ( طبيب نفسي, أخصائي نفسي, أخصائي أطفال. اختصاصي في االختبا ارت, اختصاص في السمع والتخاطب (وأحيانا اختصاصات أخرى. لذا أصبح من الضروري ان يدرس الطفل الذي يشتبه بإصابته من جميع النواحي النفسية واالجتماعية والعقلية وفي جميع الم ارحل العمرية لغاية ظهور اإلصابة. حتى يتوصل الفريق التشخيصي الى التشخيص الدقيق والصحيح من اجل المساعدة لوضع الب ارمج التي تساعد على تأهيل وتدريب الطفل المصاب. ولقد أدت اإلصابة بالتوحد أن تجعل الطفل التوحدي في اغلب األحيان انع ازلي ومنطوي على نفسه وال يشعر باآلخرين وكأنه أصم وال يميل إلى اللعب االبتكاري والجماعي وال يشعر باألخطار الطبيعية والتي من المفترض ان يخاف منها, واضط اربه هذا جعله أحيانا يضحك ويبكي بدون سبب وغيرها من األع ارض واالضط اربات والتي أصبحت تنطوي تحت اسم التوحد)ف ارج,2002 (. :3 ومن بين االضط اربات التي قد يصاب بها الطفل التوحدي هي اضط اربات االكل وقد يتم الخلط بين اضط اربات األكل وبين تصلب حاالت التوحد حيال الطعام )بحيث ال يأكلون إال طعاما له لون معين وملمس معين ومن ماركة محددة( وهذه السمات شائعة بين حاالت التوحد. 15

16 وفي السنوات األخيرة كان هناك اهتمام ملحوظ ومت ازيد بما يعرف باضط اربات األكل وقد يكون اتفاق بين الباحثين على أن اضط ار بات األكل قد أصبحت ذات معدالت انتشار كبيرة وأن معدل ظهوره في تصاعد مستمر بلغ ذروته خالل العقدين الماضيين(عبد الموجود ) 157 : ٢٠٠١ هناك تواتر ومن أهم اضط اربات األكل والطعام التي تشخص عادة في مرحلة الرضاعة والطفولة والم ارهقة هي الوحم الشاذ حيث يعرفه علماء التغذية بأنه األكل المستمر لمواد ال تصلح لألكل وذلك لفترة شهر على األقل ذلك ان الرضع واألطفال الصغار يأكلون الدهانات والمواد الالصقة والخيط والشعر وقطع القماش أما األطفال األكبر سنا فقد يأكلون الرمل والحش ارت وأو ارق النباتات أو الحصى وقد يأكل الم ارهقون وال ارشدون الطين أو طعام الماشية وال يشعرون بنفور أو تقزز من هذه األشياء ويكون هذا السلوك غير مالئم من الناحية االرتقائية وال يمثل جزءا من الممارسات الثقافية السائدة أو المعروفة ويعد أكل مواد غير صالحة لألكل مظه ار الضط اربات نفسية ( عقلية ) أخرى مثل اضط ارب النمو المنتشر والتأخر العقلي التي تعتبر أهم أسبابه وجود اضط اربات نفسية أخرى مثل االضط اربات النمائية المنتشرة والفصام وأيضا وجود هذا االضط ارب كجزء من اضط اربات األكل األخرى كالشره العصبي واضط اربات التغذية في الرضاعة والطفولة المبكرة باإلضافة إلى النقص الغذائي في بعض العناصر كالكالسيوم و سوء العالقة بين األم والطفل التي ينتج عنها عدم إشباع الحاجات الفمية )دياب,2011 ) :3 ومع تغير نمط الحياة االقتصادية واالجتماعية لإلنسان يتغير ويتبدل أسلوب حياته وكذلك طريقته في التعبير عن معاناته جسديا ونفسيا.وفي السنوات األخيرة كان هناك اهتمام ملحوظ ومت ازيد باضط اربات االكل وقد يكون هناك اتفاق بين الباحثين على أن اضط ار بات األكل قد أصبحت ذات معدالت انتشار كبيرة وأن معدل تواتر ظهوره في تصاعد مستمر بلغ ذروته خالل العقدين الماضيين )عبد الموجود ١٥٧( ٢٠٠١: لذلك وبناء على ما تقدم فان مشكلة البحث الحالي تتحدد بنوعين من المشكالت أال وهما: المشكلة األكاديمية وهي تتعلق بطبيعة العالقة بين المتغي ارت المدروسة كون ان الوحم الشاذ يعد اضط ارب واضط ارب التوحد. والمشاكل الصحة واالجتماعية وهذه تتعلق باآلثار السلبية الضط ارب الوحم الشاذ على الطفل المتوحد وصحته الجسمية. 16

17 ثانيا :- أهمية البحث تعد مرحلة الطفولة من م ارحل النمو المهمة التي يمر بها اإلنسان, ففي هذه المرحلة تبدأ أغلب خصائص الشخصية التي يتصف بها االنسان فيما بعد وفيها يكون الطفل شديد القابلية للتأثير في ظروف البيئة المحيطة به, ويؤلف األطفال قطاعا مهما من قطاعات المجتمع فهم شباب الغد ورجال المستقبل وعليهم والمؤسسات المشرفة على أعدادهم تقع مسؤولية النهوض بالمجتمع وتقدمه) الصبي, 2003 )134:. وتتمثل إحدى مؤش ارت حضارة األمم وارتقائها في مدى عنايتها بتربية األجيال بمختلف فئاتها, ويتجلى ذلك بوضوح في مدى العناية التي توليها لألطفال بصورة عامة و ذوي االحتياجات الخاصة بصورة خاصة وتوفير إمكانيات النمو الشامل لهم من جميع النواحي مما يساعد في إعدادهم لحياة شخصية واجتماعية واقتصادية ناجحة يؤدي فيها كل منهم دوره في خدمة المجتمع مهما كان حجم إسهامه. أما إهمال هذه الفئة فيؤدي إلى تفاقم مشكالتهم وتضاعف إعاقتهم ويصبحون عالة على أسرهم ومجتمعهم ومن هنا يلزم التدخل العالجي والتدريبي لمواجهة مثل هذه المشكالت المترتبة على اإلعاقة والتخفيف منها )الزريقات 2004,.) 67 : ومن بين فئات ذوي االحتياجات الخاصة والتي لم تتلقى االهتمام الكافي لحد االن هي فئة األطفال التوحديين, واألطفال التوحديين هم أطفال معاقون بشكل واضح في مجال استقبال المعلومات أو توصيلها لآلخرين, وهذه اإلعاقة تؤدي بهم إلى القيام ببعض أنماط السلوك غير المناسب للبيئة أو الوسط االجتماعي المحيط بهم مما يؤثر بالتالي في قدرة الطفل على التعلم وفي توافقه بشكل عام ( الصبي, 2003 )135:. ويعد التوحد من اعقد المشاكل التي تواجه المجتمعات في العالم, حيث يوجد هذا االضط ارب في كل دولة ومنطقة من العالم, وفي جميع األسر من كل الخلفيات العرقية والدينية واالقتصادية, إذ انه يصيب اإلف ارد بغض النظر عن ظروفهم المختلفة, فضال عما ما يتسببه من أثار وصعوبات شديدة.)Clark, et al,2016:103( والتوحد مظهر مهم من مظاهر االضط اربات السلوكية واالنفعالية وهذه المظاهر تقودنا إلى عدم إهمال مضاعفات الخلل األقل وضوحا ولكنها من حيث النتائج اشد خطورة على النمو النفسي العام ( الظاهر, :2005 )

18 18 واذا ما أهمل المتوحد فأن نمو شخصيته يتجه إلى االنح ارف إلحساسه بأنه مختلف عن االخرين الفتقاره إلى الشعور بالثقة والتكيف واالت ازن االنفعالي الذي يكتسبه اآلخرون من خالل انجا ازتهم المختلفة. )Kenny,,2016:442( وفي د ارسة اجريت عام )2013 إخفاء أع ارض المرض. ) حول صعوبة تشخيص مرض التوحد لدى اإلناث لقدرتهن على ومن خالل سلسلة فحوصات أجريت على أكثر من ستمائة طفل, تبين أن الفتيات المحتمل اصابتهن بالتوحد لديهن قدرة كبيرة على إخفاء أع ارض معينة, قد تكون مرتبطة بالكشف عن المرض, مثل قدرتهن على تحديد مشاعر الناس من سعادة أو حزن أو خوف. حيث يصعب على المصاب بالتوحد تحديد مثل هذه المشاعر. وتفيد الد ارسة بان الذكور تزيد لديهم فرص االصابة بالتوحد بمقدار تسع م ارت مقارنة باإلناث. ويعتقد الباحثون أن هذا األمر ناجم عن التغي ارت الجينية بين الجنسين, فضال عن اكتشاف "جوانب معيبة" في جينات الذكور يمكن أن تسبب إصابتهم بالتوحد. غير أن باحثين من جامعتي لندن وبريستول أوضحوا أن نسبة أكبر من اإلناث مصابات بالمرض أكثر مما كان يعتقد من قبل وذلك لتمتعهن بالقدرة على إخفاء أع ارض المرض وبالتالي ال يتم تشخيص المشكلة. وفحص الباحثون بيانات حول ثالثة آالف و 666 طفال تبلغ أعمارهم عاما خضعوا لعدة و اختبا ارت أساسية لتشخيص التوحد فوجدوا أن الفتيات الالتى يحتمل أنهن مصابات بالمرض كانت لديهن القدرة على إخفاء أع ارض معينة مثل قدرتهن على تحديد مشاعر الناس من سعادة أو حزن أو خوف...إلخ بينما يجد الكثير من المصابين بالتوحد أو اضط اربات مماثلة صعوبة فى تحديد طبيعة مشاعر من حولهم. ويرى الباحثون أن الفتيات يتعلمن معرفة مشاعر الوجه مما يتسبب في إخفائهن ألحد أع ارض التوحد الرئيسية وأكدوا أن هذا "اإلخفاء" قد يؤدي لتطور مشكالت أخرى لدى الفتاة مثل االكتئاب والقلق واضط اربات األكل.) ) ومن بين االضط اربات التي تحدث لدى المتوحدين هي اضط اربات االكل والتي تمثل العالقة بين الحالة النفسية للفرد وبين الرغبة في الطعام أو العزوف عنه,وهذه العالقة ليست بالجديدة فقد كانت بات اضط ار ١٩٨٧ التشخيصي األكل تصنف ضمن ومن (DSM-III-R) واإلحصائي اضط اربات األكل ) ال اربع االضط اربات واإلحصائي لالضط اربات السيكوسوماتية المنقح الثالث العقلية عام إلى لالضط اربات ) 1994( )Rennan et al,2015:764 أن صدر اذ العقلية و ضعها الدليل التشخيصي عام ( DSM-IV )ثم تحت منفصلة الدليل عنوان

19 ومن بين اضط اربات االكل المنتشرة بين االطفال سواء االطفال االعتياديين او االطفال ذوي االعاقات المختلفة هو اضط ارب الوحم الشاذ وهو اضط ارب يتميز بوجود الشهية إلى حد كبير بالنسبة للمواد غير الغذائية مثل المعادن كالعمالت والصلصال والفحم والتربة والطباشير والورق والصابون والرماد والصمغ وغيرها أو وجود شهية غير طبيعية لبعض األشياء التي يمكن أن تعتبر من مكونات األطعمة كالدقيق والبطاطا النيئة واألرز الخام والنشا ومكعبات الثلج والملح. ولكي يتم تشخيص هذا االضط ارب يجب ان يستمر مع الطفل ألكثر من شهر حيث يمكن تشخيص هذا السلوك عند الطفل وقتها ( :67,1993 Castiglia ). كما ان االطفال االقل من عمر سنة يتناولون او يضعون في كثير من االحيان مواد غير غذائية في افواههم ويعد تصرف هؤالء االطفال في هذا العمر ليس مرضيا ولكن ننظر لهذا التصرف انه غير طبيعي عندما ال يكون مالئما لعمر الطفل. يشيع ظهور " البيكا " او الوحم الشاذ خالل السنة الثانية والثالثة من العمر ويعتبر وجود ذلك غير مالئم لنمو الطفل ويعتبر مرضيا اذا كان سن الطفل اكبر من سنتين تقريبا. المواد الغريبة التي يأكلها الطفل تت اروح بين كل ما يصل إلى يده خاصة مع قلة اإلش ارف والعناية به من والديه وكلما كان الطفل أقدر على الحركة كلما استطاع الحصول على مواد أكثر والتهمها وربما أصابه الضرر من ج ارء تناول هذه المواد وعادة يأكل األطفال ما يصل إلى أيديهم مثل المالبس المواد البالستكية الخيوط والشعر األو ارق وكل ما يصل إلى يده من المواد التي عادة ما تكون تستخدم في المنزل وتترك في متناول الطفل) 193 : 2010, al )Rashid et و الوحم الشاذ عند األطفال يمكن أن يؤدي الى اع ارض خطيرة. فالمصابون الذين يتناولون االسمنت او الجص المحتوي على الرصاص قد يعانون من تلف في الدماغ بسبب التسمم بالرصاص. كما ان الخطر مماثل من أكل الت ارب المحتوي على ايثيل الرصاص أو بعض التربة التي تحتوي على الزيوت الملوثة بمادة الديوكسين السامة أو ثنائي الفينيل متعدد الكلور. قد يؤدي التسمم بالرصاص الى اع ارض عصبية كما انه يؤثر على الغدد الصماء والقلب والكلى والدماغ وتتفاوت االع ارض بين صداع وقيء الى نوبات تشنج وغيبوبة وتوقف التنفس في حين ان تناول جرعات عالية من الرصاص يمكن أن يسبب ضعفا فكريا وسلوكيا كبي ار مع مشاكل في التعلم. فقر الدم قد ينشأ بسبب التسمم بالرصاص وتشبه االنيميا في هذه الحالة االنيميا الذي يحدث بسبب نقص الحديد باإلضافة إلى التسمم هناك أيضا خطر أكبر بكثير يكمن في التهاب المعدة وانسداد األمعاء أو تمزق في الجهاز الهضمي عموما كما ان الخطر 19

20 وارد في ابتالع مخرجات واف ار ازت الحيوانات والطفيليات التي قد تكون موجودة في التربة كما ان تأثيره السلبي يشمل االسنان حيث يؤدي الى احتكاكها وتآكلها. نتائج االبحاث العلمية التي تم القيام بها لمعرفة اسباب هذا الخلل عند بعض االطفال لم تكن كافية بالقدر الذي يحدد االسباب بشكل دقيق ولكن ما تم التوصل اليه ان االطفال الذين يظهر لديهم هذا االضط ارب هم اصال يعانون من نقص بعض االمالح والمعادن وخاصة الحديد والكالسيوم والزنك وبعض الفيتامينات مثل فيتامين سي وفيتامين دي بسبب مشاكل في الجهاز الهضمي او سوء في التغذية وفي د ارسات اخرى تم الربط بين " البيكا" او الوحم الشاذ وبعض االم ارض النفسية مثل الوسواس القهري والصدمات النفسية كذلك تظهر لدى االطفال الذين يعانون من الحرمان انفصال الوالدين االهمال واساءة معاملة الطفل ( :1715 al,1995.) Henningfield,et كما ان ابتالع أعقاب السجائر هو شكل شائع نسبيا من الوحم الشاذ لوحظ في األشخاص من ذوي اإلعاقة العقلية 141(,1982: Huber ) Danford, & وينص الدليل DSM-IV على ان الوحم الشاذ كثي ار ما يرتبط مع االعاقة العقلية,ولكنه يظهر لدى جميع االعمار وخاصة لدى االطفال الصغار وفي الذكور واالناث بشكل متساوي (1994 A.P.A. ) اشار إدواردز آخرون )1994, al )Edwards et في د ارسة اجريت في الواليات المتحدة االمريكية على عينة بلغت )553 ) من النساء الحوامل ومن االشخاص االصحاء من اصل افريقي كان معدل انتشاره عند النساء الحوامل في الواليات المتحدة االمريكية 8.1 ويرجح ان انتشاره بين النساء الحوامل في الدول النامية يمكن أن يكون أعلى من ذلك بكثير )930, 1994 : al.)edwards et ينتشر هذا االضط ارب بصورة متساوية بين االطفال الذكور واالناث ولكن يندر وجوده بين الم ارهقين والذكور البالغين. ابحاث اخرى تشير الى ان %25 - %33 من االطفال الصغار يعانون من تناول االشياء غير المأكولة كما انه يشكل ما نسبته %20 في االطفال الذين يعانون من مشاكل فكرية) :.)Edwards et al, وال يعتبر التصنيف األمريكي الوحم الشاذ اضط ارب ا مستقال وقائم ا بذاته إال في األطفال ويضي ف دليل التصنيف األمريكي أن هذه الحالة كثير ا ما تصاحب التخلف العقلي إال أنها تحدث أيض ا في كل األعمار وفي الجنسين لكنها أكثر حدوث ا في األطفال الصغار وفي النساء الحوامل ورغم وجود إشا ار ت 20

21 تاريخية إلى احتمال وجود دور للو ارثة في حدوث الوحم الشاذ حيث تظهر اع ارضه في أجيال متتالية ).)A.P.A., 1994:788 مما تقدم تتضح أهمية البحث الحالي من خالل ما ياتي :- ان الكشف عن االطفال المتوحديين المصابين باضط ارب الوحم الشاذ,ومعرفة ما و ارء هذا االضط ارب من أثار سلبية ومحاولة التخفيف من حدة هذه التاثي ارت يعد ام ار ضروريا. ال تظهر السجالت الرسمية في الدول النامية عامة والدول العربية خاصة أي إحصائيات او نسب انتشار عن هذا االضط ارب. ان إصابة اطفال التوحد باضط ارب الوحم الشاذ قد يصبحون أكثر احتماال للمعاناة من القصور واالعتالل في الجانب الصحي لذلك البد من الكشف عن االطفال المصابين بهذا االضط ارب. ان الفروق الحضارية والثقافية بين المجتمعات ال تسمح بتعميم نتائج الد ارسات التي أجريت في تلك المجتمعات على مجتمعات أخرى غير المجتمع األصلي,لذلك كان من الضروري اج ارء د ارسة تخص المجتمع الع ارقي. ان اغلب األدوات المتوفرة حاليا لقياس وتشخيص الوحم الشاذ ال تلبي كل معايير اإلصدار األخير من IV( ) DSM- لذلك فان الد ارسة الحالية بأداتها تساعد في أمداد المكتبة العربية عامة والع ارقية خاصة بمقياس جديد خاص بالبيئة الع ارقية هدف البحث :- يهدف البحث الحالي الى :- اناث ) بناء مقياس الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد. التعرف على الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد. التعرف على الفروق في الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد على وفق متغير النوع )ذكور

22 حدود البحث :- يتحدد البحث الحالي ب عينة من األطفال المتوحدين الموجودين في معهد النهال ومعهد ارمي بعمر )12-6( سنة من كال الجنسين ( ذكور / إناث ) للعام الد ارسي 2016/2015 حتديد املصطلحات يعرف الباحثان المصطلحات التي وردت في عنوان البحث بما ياتي :- اوال :- الوحم الشاذ ) Danford&Huber, يعرفها دان فورد وهوبر) 1982 "هو قيام الفرد بأكل مواد غير صالحة لألكل مثل الحجارة والنقود المعدنية والشامبو والمالبس وأعقاب السجائر. يحدث لدى األطفال والكبار وقد يحدث تناول المواد غير الصالحة لألكل مرة واحدة او اكثر") 141 : Danford&Huber, 1982.) ) وعرفته منظمة الصحة العالمية )1999 "هو اضط ارب نفسي تختل فيه اختيا ارت الطعام حيث يختار المريض الطين أو القش على سبيل المثال ال الحصر ليأكله بل ويفضله على كل األطعمة المتاحة له )منظمة الصحة العالمية 1999 ( ) ويعرفه أشوورث واخرون (,2008 al ashworth et " يشير إلى الرغبة الشديدة في مواد أخرى من األطعمة بما في ذلك الطين واألوساخ والرمال والحجارة والحصى والشعر والب ارز والرصاص ونشا الغسيل قفا ازت الفينيل والبالستيك ومحايات الرصاص والجليد واألظافر والفحم والطباشير والخشب والجص والمصابيح الكهربائية واإلبر سلسلة أعقاب السجائر واألسالك والمباريات المحترقة.لوحظ بيكا في أغلب األحيان في األطفال عادة بين أف ارد ذوي العاهات الخلقية.اعتمادا على المواد التي يتم تناولها قد يكون بيكا العواقب التي تهدد الحياة" ) ashworth et al,2008 : ( 22

23 . (Williams, et ويعرفه وليامزواخرون (2009, al "هو شكل خطير جدا من سلوك ايذاء الذات النه واحد من االسباب التي يمكن تكون قاتلة,وهو القيام بأكل مواد ال تصلح لألكل مثل المسامير والطين وفضالت الحيوانات "(210: 2009, al et.(williams, ) Carter, ويعرفه كارتر )2009 "هو اضط ارب في األكل يتميز ابتالع المواد غير الصالحة لألكل.تحدث في من األطفال تحت سن 6 سنوات يمكن أيضا أن يكون من أع ارض الفصام واضط ارب الوسواس القهري( OCD ) والحمل واضط اربات النمو و األطفال الصغار عادة يقومون بأكل الطالء والشعر والقماش بينما األطفال األكبر سنا يأكلون عادة الصخور والرمال وحتى الب ارز.البالغين الذين يعانون من الوحم الشاذ عادة يأكلون الطين أو الت ارب )وتسمى أكل الت ارب( ويمكن أن تنشأ مشاكل واضحة من الوحم الشاذ بما في ذلك التسمم و انسداد األمعاء وااللتهابات البكتيرية ونقص التغذية " ) : ) Carter, ) Hiroyuki ويعرفه هيرويوكي واخرون (,2015 al et "هو تناول المواد غير الغذائية والتي قد تت ارفق بالرغبة شديدة لدى المرضى الذين لديهم انيميا حادة او نقص في التغذية ويحدث لدى النساء الحوامل واالطفال من ذوي االعاقة العقلية والذي يالحظ بشكل متكرر لديهم (",2015:1 al ) Hiroyuki et )2000( تعرفه الجمعية األمريكية للطب النفسي A.P.A. االكل المستمر لمواد ال تصلح لألكل لمدة شهر على االقل " ويتضمن االع ارض التالية " األكل المستمر لمواد غير غذائية لفترة شهر على األقل. أكل المواد غير الغذائية غير مناسب للمرحلة النمائية. السلوك الطعامي ليس جزءا من ممارسة مقبولة ثقافيا

24 إذا حدث السلوك الطعامي حص ار أثناء سير اضط ارب عقلي آخر )مثل التخلف العقلي اضط ارب نمائي شامل فصام( فإنه يكون من الشدة بما يكفي ليستحق انتباها سريريا مستقال ) A.P.A.,2000.).4 ) وقد تبنى الباحثان تعريف الجمعية االمريكية للطب النفسي )2000 اما التعريف االج ارئي فهو:" الدرجة التي يحصل عليها المستجيب على مقياس اضط ارب الوحم الشاذ " ثانيا :- التوحد ) عرفه كانر Kanner,1943( "اضط ارب ينشا منذ الوالدة ويؤثر في التواصل مع االخرين وفي اللغة ويتصف بالروتين ومقاومة التغيير ")ذيب 2004,.) 1, وعرفته رذرفورد al,2016( )Rutherford et "اضط ارب نمائي يظهر قبل عمر ثالث سنوات,ويؤدي الى عجز في استعمال اللغة وفي اللعب وفي التفاعل والتواصل االجتماعيين (" 744 al,2016:.) Rutherford et ) وعرفه وليامز ( Williams,1994 فترى ان التوحد هو" عجز في فهم المشاعر واالنفعاالت,وهو االنع ازلية وتدني اإلحساس بوجد اآلخرين وتدني القدرة على االستيعاب وقصور في التخيل وتسلسل األحداث وتحليلها وتجميعها واسترجاعها ووجود مشكالت حادة في استعمال اللغة وتطورها " ( 52 Olney,2000: (. ) أما الجمعية األمريكية للتوحد America( Autism Society of فترى ان التوحد يظهر في مظاهره األساسية في الثالثين شه ار األولى من العمر وتشمل االضط اربات في المجاالت التالية :- 24

25 النمو,واالستجابة الحسية للمثي ارت,النطق واللغة والقد ارت المعرفية واالنتماء للناس,وقد تشمل هذه االضط اربات الخاصة بنسب ومعدالت النمو على تاخر او توقف في المعرفة والمها ارت االجتماعية ( 7 Smith,2001: 35 (. وقد تبنى الباحثان تعريف الجمعية االمريكية للتوحد. ثالثا :- اطفال التوحد ) وتعرفهم صالح )2014 "بأنهم األطفال المصابين باضط ارب نمائي يؤدي الى ظهور مظاهر السلوك غير االعتيادي وعجز في فهم المشاعر واالنفعاالت واالفتقار الى المها ارت االجتماعية الالزمة للتفاعل االجتماعي,وقصور في القدرة على التواصل اللفظي وغير اللفظي ".)صالح,2014 (. :14 حملة عن اضطراب الوحم الشاذ :- الفصل الثاني اإلطار النظري والدراسات السابقة " البيكا " او الوحم الشاذ هو اسم مقتبس من اللغة الالتينية ويعني اسم طائر يشتهر بقدرته على أكل أي شيء بغض النظر عن طبيعة تلك المادة. يظهر مرض "البيكا " في كل االعمار فهو ال يقتصر على االطفال فقط خصوصا االطفال المصابين بعاهات في بعض االحيان لدى النساء الحوامل )1994:354, al.)edward et خلقية أو بعض االم ارض النفسية بل نالحظ ذلك وكان اكل الت ارب والطين معروف لدى االغريق والرومان وتم تسجيلها في القرن الثالث عشر, ظهر مصطلح الوحم الشاذ في الكتب الطبية ألول مرة في سنة )1563 (حيث أشير إلى آكلي الفحم من النساء الحوامل ومن األطفال والمواد التي يعتبر اشتهاؤها وأكلها نوع ا من أنواع الوحم الشاذ متعددة بشكل كبير وتختلف من مكان آلخر )1994:355, al.)edward et وان كانت معظم التقارير تشير إلى الطين والطباشير والفحم والشعر والرمل والجير والجبس الحكم والصلصال وكذلك دهان الحوائط وأعقاب السجائر وأعواد الكبريت المستعملة والحقيقة أن باعتبار أكل مادة ما وحم شاذ من عدمه يجب أن يتم بواسطة أشخاص من نفس ثقافة الشخص الم ارد 25

26 تقييم سلوكه ألن بعض الثقافات تعتبر أكل مادة ما أمر ا عاديا بينما ينظر أصحاب ثقافة أخرى لهذا االختيار باستغ ارب ويعتبرونه وحم شاذ والذي يترجم بأكل المواد الت اربية كالطين والطباشير عند الشعوب البدائية )ابو هندي,2006 (. :1 ومن المعروف أن أكل الطين كان سلوك ا شائع ا في جنوب الواليات المتحدة األمريكية في القرن التاسع عشر خاصة بين العبيد كما كان من الشائع في نفس المنطقة من الواليات المتحدة األمريكية خالل الخمسينات والستينات من القرن العشرين أن تجد من يبيعون ومن يشترون حقائب محملة بالطين في مواقف القطا ارت ولم يكن غريب ا أن يرسل األهل لقريبهم الموجود في شمال البالد طرد ا بريديا يحتوى على قطع صغيرة من الطين من بلدته األصلية وما ي ازل أكل الصلصال األبيض منتشر ا في بعض الواليات األمريكية كوالية جورجيا وغيرها كما استخدم أكل الطين طبيا كعالج للتقلصات المعوية وربما للتأثير على الميكروبات كما استخدم في بعض الطقوس الدينية والممارسات الثقافية المختلفة وما ي از ل يستخدم حتى في العصر الحديث ولعل أغلب آكلي الطين في عالم اليوم يعيشون في جنوب الواليات المتحدة األمريكية وفي وسط إفريقيا وكذلك بعض المناطق في الهند. ولعل أحد المصنفين الغربيين وهو كالن سنة )1980 ) كان محق ا عندما أرى الوحم الشاذ والش ارهة مظهرين من مظاهر انح ارف الشهية أحدهما وهو الوحم الشاذ يمثل انح ارف ا يتعلق بخاصية المادة المشتهاة بينما يتعلق اآلخر وهو النهام بكمية المادة المشتهاة. ومن المعروف في التاريخ األوروبي أن الفتيات الم ارهقات كن يأكلن مواد ا كالجير والفحم والطباشير ألن شحوب البشرة الناتج عن ذلك كان يضفي عليهن جاذبية وجماال! وهذه اإلشا ارت تتواتر في الت ارث األوروبي مرتبطة بنوع من فقر الدم ينتج عن نقص الحديد وتظهر المريضة شاحبة مع ميل لون الجلد إلى االخض ارر 160( Parry, 1994 : (Parry &. وفي حقل ممارسة الطب النفسي يشاهد الطبيب أو يسمع أن مريض اضط ارب الفصام المزمن المتدهور يأكل أشياء كأعقاب السجائر أو قطع القماش أو القطن أو الب ارز كما يحدث نفس الشيء في األطفال المصابين باالضط ارب الذاتوي أو االضط ارب االجت ارريDisorder Autistic وكذلك في األطفال المتخلفين عقليا حيث ن ارها مع السلوكيات التك اررية ومع سلوكيات إيذاء النفس وفرط الحركة والنشاط ال ازئد. 26

27 وفي أواخر الستينيات ظهرت في الدوريات الطبية أبحاث تبين ار تباط أكل الثلج عنصر الحديد بفقر دم نقص وكذلك اختفاء هذا النوع من سلوك األكل الغريب بعد تصليح النقص وعالج فقر الدم الناتج عنه رغم أنه لم يكن معروف ا على وجه التحديد هل تسبب أكل الثلج في إحداث فقر الدم أم تسبب فقر الدم في إحداث سلوك أكل الثلج أو الوحم الشاذ باعتبار الثلج مادة غير مغذية إال أن أكل الثلج فقط هو النوع الوحيد من الوحم الشاذ الذي ما ازل يبدو مرتبط ا بنقص الحديد ومستجيب ا للعالج بإصالح النقص (Rose et al.,2000 : 353) لذا أن اعتبار جميع أشكال الوحم الشاذ اضط اربات نفسية قد يكون خطأ كبير ا ومن األفضل اعتبارها عرض ا قد يشير إلى مرض وقد يشير إلى حالة فسيولوجية يمر بها الجسد وقد يشير إلى موقف ثقافي ومعرفي خاص ويذكر تصنيف منظمة الصحة العالمية ICD-10 يحدث كواحدة من أع ارض كثيرة تكون جزء ا من اضط ارب نفسي أوسع) أن الوحم الشاذ في األطفال مثل الذاتوية( Autism ) تحدث كاعتالل نفسي منفرد نسبي ا وهي ظاهرة أكثر شيوع ا بين األطفال المتخلفين. ولكن الوحم الشاذ قد يحدث أو قد في األطفال ذوي الذكاء السوي بينما ال يذك ر الوحم الشاذ في تصنيف منظمة الصحة العالمية ضمن اضط اربات األكل في الكبار إال تحت اضط اربات األكل األخرى حيث يشار إلى الوحم الشاذ الغير عضوي المنشأ في البالغين )منظمة الصحة العالمية,1999 ) وأما التصنيف األمريكي ال اربع DSM-IV فيعرف الوحم الشاذ باألكل المستمر لمواد غير مغذية لفترة ال تقل عن شهر دون أن يكون مصحوب ا بمقت أو رفض هذا السلوك غير مناسب للمرحلة فمه أي أن ال يكون العمر أقل من للطعام بشكل عام كما يجب أن يكو ن العمرية 18 شه ار ألن من الطبيعي للطفل في السنة األولى من العمر وحتى منتصف السنة الثانية أن يأخذ كل ما تمسكه يده إلى وكذلك يجب أال يكون جزء ا من ممارسة ثقافية مقبولة كما يجب أن يكون شديد الوطأة بحي ث يستدعي العرض على الطبيب )1994:788 A.P.A., ) 27

28 النظريات التي فسرت اضطراب الوحم الشاذ نظرية األنظمة العائلية والتي تؤكد أن الديناميات األساسية المسؤولة عن هذا االضط ارب ترجع إلى األسرة والعالقات داخلها وأكدت أيضا أن أسرة ذوي اضط اربات األكل تتسم بأنها أكثر سيطرة وتحكما وال تناقش المشكالت الخاصة باألبناء وخصوصا اإلناث. أيضا من األسباب الضط اربات األكل أسلوب التعامل مع الوالدين والعالقة بينهما كذلك التأثي ارت االجتماعية واختالل العالقة األسرية واإلد ارك المشوه للجسم وتؤكد الد ارسات أن اإلناث ذوات اإلعاقة السمعية تتأثر بهذه األمور وذلك بسبب افتقارهن للتواصل مع المجتمع المحيط بهن لنظرة المجتمع لهن. كما تشير الد ارسات السيكولوجية إلى أن اإلناث ذوات فقدان الشهية العصبي يعانيين من اضط اربات أسرية شديدة فضال عن سوء العالقة مع األبوين وارتفاع معدالت القلق لدى األمهات وزيادة االكتئاب لدى اآلباء إلى جانب ص ارمة األنماط السلوكية من قبل الوالدين وجمودها ( et Patton )al,1999:765. كما أن عالقة الوحم الشاذ بكل من الش ارهة وفقدان الشهية العصبي أمر ما ي ازل في حاجة إلى الكثير من التأمل والد ارسة ألن حدوث الوحم الشاذ في مريضات فقدان الشهية العصبي قد يمثل محاولة لالستغناء عن الطعام الذي قد يسبب البدانة بأكل أو مضغ مواد غير مغذية وربما حتى دون اشتهاء فنجد اختيا ارت أكل غريبة كأكل الثلج وشرب الخل وعصير الليمون, ولكننا ن ارها في مريضة القهم العصبي مصحوبة بكره ورفض وعدم اشتهاء ألنواع الطعام المتعارف عليها بينما نجد الوحم الشاذ في مريضة الش ارهة تأخذ شكال مختلف ا حيث يمثل االشتهاء الملح والرغبة الشديدة في التهام أنواع معينة من الطعام) خاصة بكميات كبيرة (جزء ا مهما من األع ارض )160 Parry, 1994 : (Parry & واتسع مفهوم الوحم الشاذ في العقود األخيرة ليشمل أيض ا بعض ما قد يفعله الملتزمون بحمي ة من ح ف ة وكذلك ما قد يفعله مرضى القهم العصبي إذ اعتبر شرب الخل وشرب كميات كبيرة من عصير الليمون) واعتبر أكل الثلج كذلك( شكال من أشكال الوحم الشاذ, وان كان للخل والليمون أثر مفيد في إنقاص الوزن كما اعتبرت سلوكيات كمضغ نواة زيتون مثال أو غيره أو مضغ مادة ال ت ب ل ع نوع ا من أنواع الوحم الشاذ ونفس السلوك موصوف في الحاالت التاريخية للقهم العصبي. 28

29 كما حدث نوع من الربط بين مفهومي الوحم الشاذ والش ارهة في الحاالت التي اعتبر ت فيها االستجابة لرغبة ملحة باألكل القهري لكمية كبيرة من نوع ما من األطعمة شكال من أشكال الوحم الشاذ بل إن د ارسة حديثة لسلوكيات األكل في األطفال والم ارهقين قد بينت أن حدوث الوحم الشاذ في الطفولة يعتبر عامل خطورة يمكن التنبؤ على أساسه باحتمال حدوث النهام في سن الم ارهقة )Foxx&Martin,1975:153( وينظر في كثير من األحيان إلى األسر التي يعاني احد أف اردها من الوحم الشاذ على أنها أسرة مريضة قد يعاني أف اردها من التصلب وضعف الحب المتبادل أو الحماية ال ازئدة من قبل الوالدين لألبناء. في ضوء ما سبق يتضح أن المناخ األسري يلعب دو ار مهما في الوحم الشاذ بل قد يعد هذا االضط ارب مؤش ار على مرض األسرة واختالل العالقات األسرية فيها وأكد الباحثون أن األسرة كنسق اجتماعي يتألف من أعضاء يحدث بينهم تبادل دينامي فيما بينهم فان حدوث أي ضرر لفرد ما يترتب عليه تأثي ارت مباشرة أو غير مباشرة على جميع أف ارد األسرة فضال عن ذلك ان الحالة المدركة لهذا الطفل لن تؤثر فقط على األم واألب واألبناء ولكن ردود أفعال كل فرد من هؤالء سوف يؤثر بالتبعية على اآلخرين )Foxx&Martin,1975:154(. وأكدت الكثير من الد ارسات على أن اضط اربات األكل لدى األبناء في مرحلة الم ارهقة سواء فقدان الشهية العصبي أو الشره العصبي والوحم الشاذ ترتبط ارتباطا قويا بالمناخ األسري السائد في أسرهم وبالعالقات األسرية والتواصل مع أف ارد األسرة وأساليب المعاملة والص ارعات األسرية.) 1045`:1989 )McMahon et al, نظرية ماسلو على وفق نظرية الدافعية التي وضعها ماسلو فان هناك عددا من الحاجات التي يولد الشخص مزودا بها بشكل فطري والتي تعد محركات لسلوكه وهذه الحاجات الغريزية هي في العادة موروثة أما السلوك الذي يتبناه الشخص إلشباعها فهو متعلم أو مكتسب من بيئته ويتأثر بعوامل مختلفة وعلى هذا األساس فقد وضع ماسلو الحاجات االنسانية األساسية على شكل بناء هرمي يستند في قاعدته إلى الحاجات الفسيولوجية صعود ا إلى حاجات األمن والسالمة وحاجات االنتماء والحب و الحاجة إلى االحت ارم والتقدير والحاجة إلى تحقيق الذات التي هي قمة الهرم ثم أضاف في وقت الحق إلى 29

30 سلم الحاجات حاجتين هما : الحاجات المعرفية والحاجات الجمالية ( جو اررد 1988 ) 17 : أما عن إسلوب اإلشباع لهذه الحاجات فيجب أوال إشباع الحاجات الفسيولوجية ثم االنتقال إلى إشباع الحاجات األعلى فاالنا األعلى أي ال يمكن إشباع الحاجة األعلى اال بعد إشباع الحاجة األدنى وهكذا صعودا إلى قمة الهرم وأعتقد ماسلو بأن حاالت الشذوذ في االكل مثل الوحم الشاذ والش ارهة العصابية تنتج عن أحباط الحاجة األساسية وحتى التطور الخطأ ناتج بصورة عامة من إعاقة الحاجات األساسية.) Donnelly et al,1990 :81 ( وان أحباط الحاجة هو عامل رئيس في ظهور اضط اربات االكل وسببا اساسيا لحاالت الشذوذ في كل الحياة ( صالح 1987 ) 135 :. املدرسة السلوكية تع د هذه المدرسة التعلم هو المحور الرئيس وأن السلوك المرضي يمكن إكتسابه ويمكن التخلص منه كما هو الحال في السلوك العادي. فالعملية الرئيسة في كلتا الحالتين هي عملية تعلم إذ تتكون األرتباطات بين مثي ارت واستجابات )الزبيدي واله ازع 1997 :179(. ويرى السلوكيون بأن الوحم الشاذ إنما هو سلوك متعلم Behavior) (Learned ومع مرور الزمن تتحول العادات السلوكية الى الت ازمات يتمسك بها الفرد بوصفها أنماطا مرضية منذ الطفولة. ويكون تعلم األع ارض التي تظهر في سلوك العصابي من البيئة ومن م ارحل نموه والسيما مرحلة الطفولة وبهذا فأن المنحى السلوكي ينظر الى اضط ارب الوحم الشاذ بأنها عادات غير توافقية. ويرى السلوكيون أن الوحم الشاذ نتيجة الضط ارب في عملية التدريب في الصغر مما يعطي الدماغ حالة مزمنة من االضط ارب الوظيفي في عمله. ويضع السلوكيون قاعدة الخطأ في التفاعالت الشرطية التي تسبب اضط اربات االكل ومنها الوحم الشاذ في القشرة الدماغية, كما ان الوحم الشاذ ما هو إال عادات خاطئة تكونت تدريجيا من سالسل معينة من األفعال المنعكسة الشرطية وأنه لعالج هذه العادات الشاذة يجب إطفاء هذه األفعال الشرطية المرضية وتكوين أفعال شرطية جديدة تحل محل العادات الخاطئة :136(,2006 al.) Kern,et وقد تبنت الباحثة النظرية السلوكية في تفسيرها الضط ارب الوحم الشاذ والتي تعد اطا ار مرجعيا في تفسير النتائج. 30

31 حملة عن مفهوم التوحد:- لقد أثار موضوع التوحد وأن لم يكن تحت هذا المسمى اهتمام الكثيرين ومنذ القدم, فحاولوا تفسيره حيث أشارت الروايات والخ ارفات والسجالت الطبية القديمة إلى وجود اشخاص مصابين بالتوحد عبر التاريخ,فقد تم تطوير الخ ارفات لتفسير ماهو غير متوقع أو غير عادي ولقد وصف كل األشخاص الذين لديهم أع ارض التوحد قديما بأنهم تسكنهم الشياطين وتستحوذ عليهم, في حين برر آخرون ذلك بوجود المالئكة, وكان يشار أليهم عادة بضعيفي العقل, أو السحرة, أو اشخاص متوحشين أو مجانين,واحيان بالرسل ( البطاينة والج ارح, 2009 ) 571:. واستخدم العلماء العديد من المصطلحات لألشارة إلى األف ارد الذين يعانون من عجز وقصور وأوجه عيوب أو شذوذ عما مألوف ومتعارف عليه من الصفات الحسية والمعرفية والجتماعية واالنفعالية, فقد أستخدم العلماء مصطلح إعاقة لمرض معين, كما استخدموا كلمة عجز نفسي أو جسدي الضط ارب أو خلل ما ( سليمان, 1999 ) 48 :. وقد استخدمت مصطلحات عديدة لألشارة إلى التوحد مثل ذهان الطفولة, األنانية أو االنشغال بالذات, االحت ارزية, األنكفاء, الذاتوية, الطفولية, واالوتيسية,االوتيزم, إال أن هناك شبه أجماع بين الباحثين والمختصين في العالم العربي في اآلونة األخيرة على استخدام مصطلح التوحد حيث أن تعدد المسميات قد يؤدي إلى التداخل واساءة الفهم في بعض األحيان ( الجارحي, : ). وأن مصطلح التوحد ( Autism ) يتكون من كلمتين يونانيتن األولى Aut( ) وتعني الذات أو النفس والثانية ( )Ism فيعني التوجه أو الحالة, فأن مصطلح )Autism( يعني التوجه الذاتي أو الحالة الذاتية, حيث تعد الذات هي مركز اهتمام الفرد )ريزو و ازبل,1999 ) 387 :. ومن ضمن ما أشار اليه العلماء المختصين في العجز النفسي, هو التوحد إذ يعد التوحد من أكثر االضط اربات النمائية صعوبة للطفل ولوالديه, وألف ارد األسرة الذين يعيشون معه, واالف ارد من حوله, ويعود ذلك إلى أن هذا االضط ارب يتميز بالغموض وبغ اربة أنماط السلوك المصاحبة له, ويتداخل بعض مظاهره السلوكية مع بعض أع ارض إعاقات واضط اربات أخرى ( عمارة,2005 ) 69 :. ووصف بعض العلماء التوحد لدى األطفال بأنه حالة شيزوفرينية واستخدم آخرون مصطلح التوحد الطفولي في مجال التشخيص االكلينيكي لكونه يتجنب العديد من التفسي ارت النظرية, إذ أن هناك العديد 31

32 من النماذج السلوكية التي يمكن أن تقع في مجال الفصام الطفولي, وتبدأ نماذج السلوك التوحدي من الطفولة أو خالل السنوات األولى من العمر ثم يأخذ سلوك الطفل بالتطور بعد سن ثالث سنوات, ومهما تعددت المصطلحات التي تدل على وجود التوحد في سلوك األطفال إال أنه يمثل شكال من أشكال اضط اربات االنفعالية غير السلوك العادي ونوعا من أنواع اإلعاقة للنمو االنفعالي لألطفال غالبا ما يظهر في السنوات األولى من العمر وتتمثل بعدد صور القصور والتصرفات غير الطبيعية وفي النمو االجتماعي والعاطفي والتي تستدعي معه الحاجة إلى التربية الخاصة ( الجلبي, 2005 ) 14 :. وفي عام ( 1938( تبنى هانز اسبرجر مصطلح بولبر ( التوحد لمضطربي العقل ) في محاضرة في المانيا حول علم نفس الطفل, ليصف مجموعة من القصور في السلوك االجتماعي لدى األطفال. بدأ االهتمام بإضط ارب التوحد بشكل علمي عام )1943( من خالل د ارسة قام بها الطبيب النفسي النمساوي ليو كانر ( كانر عام )1943 )Leo Kanner الذي يعمل في مستشفى جونزهوبكنزفي امريكا إذ نشر ) تقري ار عن التوحد بعنوان "اضط اربات التوحد في مجال التواصل االنفعالي " كان ذلك من خالل فحصه لمجموعة من األطفال الذين ي ارجعون وحدة الطب النفسي, يتشابهون في السلوك بشكل, مثير للنظر والتتشابه سلوكياتهم مع أية اضط اربات عرفت آنذاك, ولذا أقترح إد ارج هذه السلوكيات تحت وصف تشخيصي جديد ومنفصل أطلق عليه اسم التوحد الطفولي وبهذه الد ارسة وهذا التشخيص ابتدأ تاريخ التوحد ( الشربيني,. ) 22 : 2004 وفي عام (1962( قامت الباحثة لو ار وينج ( وبتأسيس الجمعية الوطنية للتوحد National Autistic Society )Wing بالعديد من الد ارسات النمائية حول التوحد في المملكة المتحدة البريطانية, كما قامت بكتابة العديد من المؤلفات والبحوث العلمية, أما يوتا ف اريث فقد قامت هذه الباحثة الحاصلة على شهادة الدكتو اره في التوحد عام ( 1968( بالعديد من االعمال أهمها كتاب )التوحد ) وصياغة نظرية العقل مع العالم بارون كوهين, وأفترضت أن التوحديين يعانون من صعوبات واضحة في فهم وجهات نظر ورغبات اآلخرين ( ابو حالوة 2008, ) 96 :. وفي عام )1979( نشرت وينغ وقولد ( (Wing &Gould د ارسة اجرياها في جنوب لندن على مجموعة من األطفال الذين يعانون من مشكالت تعليمية أو صحية أو نفسية أو أجتماعية وتوصلتا من خالل هذه الدر اسة إلى ثالثة أع ارض رئيسية تميز أضط ارب التوحد وهي القصور في التفاعل االجتماعي, القصور في اللغة والتواصل, والقصور في القدرة على التخيل ( الشامي, ( :. 32

33 وقد صنف اضط ارب التوحد في عام ( 1980) على أنه ضمن اإلعاقات األنفعالية الشديدة اإل أنه وفي العام نفسه صنفته الجمعية االمريكية للطب النفسي ( APA ) من خالل الدليل التشخيصي ولإلحصائي لالضط اربات العقلية اإلصدار الثالث )DSM-3( بوضعه أحد االضط اربات النمائية الشاملة والذي ضم التوحد واالضط اربات النمائية الشاملة في مرحلة الطفولة المبكرة إذ أشترط الدليل ظهور أع ارض التوحد قبل عمر )30( شه ار, وفي ذلك الوقت لم يكن مصطلح االضط اربات النمائية الشاملة مألوفا ومتداوال. وأصدرت الجمعية األمريكية للطب النفسي الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضط اربات العقلية اإلصدار الثالث الم ارجع ( )DSM-3 عام )1987( الذي تضمن فئة جديدة أطلق عليها مصطلح االضط ارب النمائي الشامل غير المحدد )PDD-NOS( وتم في هذا اإلصدار إلغاء محك العمر لظهور األع ارض مع التركيز على المستوى النمائي عند تقييم األع ارض. وعام )1992( أوردت منظمة الصحة العالمية ( )WHO اضط ارب التوحد في تصنيفها الدولي العاشر لألم ارض ( )ICD-10 تحت أسم ( التوحد الطفولي ) وعرفته بأنه اضط ارب نمائي شامل يتمثل في نمو غير عادي أو مضطرب أو كليهما معا, ويظهر في السنوات الثالث األولى من حياة الفرد, ويأخذ شكل أداء غير عادي في المجاالت الثالثة التالية : التفاعل االجتماعي, التواصل, السلوك النمطي والمحدد ( Heward,2006:98 ). وفي عام ( 1994( أصدرت الجمعية األمريكية للطب النفسي )APA( اإلصدار ال اربع للدليل التشخيصي واإلحصائي لالضط اربات العقلية )DSM-4( موسعة مفهوم االضط اربات النمائية الشاملة تجاوبا العت ارض الكثير من الباحثين حول أستخدام مصطلح االضط اربات النمائية غير المحددة الذي اليساعد في تقديم اقت ارحات عالجية, إذ قدمت الجمعية في هذا اإلصدار مفهوم االضط اربات النمائية الشاملة التي تضم تحت مظلتها االضط اربات التالية : اضط ارب التوحد Disorder(,)Autism ومتالزمة أسبيرجر) syndrome ) Asperger's ومتالزمة ريت ( syndrome ) Reet's واضط ارب االنتكاس الطفولي, ويطلق البعض عليه اضط ارب اإلنحالل أو التفكك أو التحلل الطفولي بدال من كلمة االنتكاس ( Disintegrative Childhood Pervasive ( وأخي ار االضط اربات النمائية الشاملة غير المحددة, ) Disorder-CDD )Developmental Disorder Not Otherwise Specified-PDD-NOS التي يطلق البعض 33

34 عليها التوحد غير النمطي ( Autism ) Atypical, وفي الطبعة ال اربعة الم ارجعة ( )DSM-4-TR لعام )2000( تم تصنيفه أيضا كما ورد في الدليل ال اربع السابق ( الز ارع, ( :. النظريات التي فسرت التوحد :- النظرية النفسية :- تعد هذه النظرية من اقدم النظريات المفسرة للتوحد اذ بدأ كانر (Kanner) د ارساته في مجال التوحد من خالل م ارقبة سلوكيات مجموعة مكونة من )11( طفل توحدي وأشار في نتائج د ارساته إلى أن الوالدين وخاصة األم تلعب دو ار رئيسيا في حدوث اضط ارب التوحد لطفلها عندما ال تزوده بالحب والرعاية والحنان وأظهر كانر مصطلح األم الثالجة Mother) (Refrigerated للتعبير على العالقة السلبية بين األم وطفلها. لقد تعرضت فرضية كانر للكثير من النقد واالعت ارض وخاصة من أهالي األطفال التوحديين حيث أكدوا بأنهم يولون أطفالهم الكثير من االهتمام والرعاية والحنان في م ارحل حياتهم المختلفة. كذلك عارض الكثير من الباحثين فرضية كانر ومنهم روتر (Rutter) معلال ذلك أن الطفل خالل الفترة الحرجة إلصابته بالتوحد والتي ذكرها كانر من )0 6( أشهر ال يمتلك الوسائل واألدوات الضرورية الكتشاف رفض أمه له أو عدم اهتمامها به. ورغم أن الكثير من الد ارسات أثبتت فشل الفرضية النفسية في تحديد سبب اإلصابة باضط ارب التوحد إال أن هناك ب ارمج عالجية ما ازلت تتبنى نفس المنشأ واألفكار للفرضية النفسية مثل برنامج األم الحنون Project) (Hannen في الواليات المتحدة األمريكية حيث يقوم جانب كبير من هذا المشروع العالجي على تنمية عالقة الحب والحنان بين األم وطفلها التوحدي. (1996:62, (Wing ويرى كانر Kanner( (والتي ترى ان التوحد هو حالة من الهرب والعزلة عن الواقع المؤلم الذي يعيشه الطفل نتيجة اهمال الوالدين,والجمود والفتور والالمباالة في العالقة التي تربطهم بأطفالهم,وقد يكون ذلك بسبب العالقة غير الجيدة بين الوالدين,او نقص وجود ايه مشاعر لدى االم اثناء فترة الحمل,ويرى بتيلهام Bettelheim( (الذي يعد من المؤيدين لهذه النظرية.ان التوحد بمثابة وسيلة دفاع لرفض الطفل عاطفيا وضد اسلوب التنشئة التي ال تسمح له بالتفاعل الصحيح مع والديه وبخاصة والدته )الظاهر 2009,.) 83: وقد حاول كانر تأكيد نظريته من خالل كتاباته التى اشار فيها الى أن جميع آباء االطفال الذين تم تشخيصهم بأنهم مصابين بالتوحد من قبله كانو ذوى تحصيل عملى مرتفع ومع ذلك كانو غريبى 34

35 األطوار مفرطى الذكاء و اإلد ارك الذهنى صارمين منعزلين جديين ويكرسون أوقاتهم ألعمالهم أكثر من عائالتهم. وبناء على ذلك يرى كانر أن إصابة الطفل بالتوحد ترجع ايضا الى و ارثة الطفل لعاما بعد أو اتع ازل آبائهم عن المجتمع بصورة مبالغ فيها أو ترجع لألساليب الغريبة التى يعتمد عليها هؤالء اآلباء أثناء تربية أطفالهم أو قد ترجع الى العاملين السابقين معا. (1996:123, (Wing وافترض" كانر " ان هؤالء االطفال يتمتعون بذكاء كامن ولديهم ذاكرة صماء ممتازة واشكال وسيمة,اما األسباب فقد أشار إلى أنها متعددة هي بسبب الو ارثة او خلل في الدماغ الوظيفي,او التنشئة األسرية او البرود العاطفي للوالدين,وأطلق على هذه المتالزمة اسم التوحد الطفو لي Autism( ) Infantile.) Szatmari,2000: 1980 ( نظرية العقل Mind): (Theory of يرى فيرث Frith,1989( ) ان نظرية العقل تعني القدرة على التنبؤ بالعالقة بين الحاالت الخارجية لألحداث والحاالت الداخلية للعقل,اي انها القدرة على استنتاج الحاالت الذهنية لألف ارد الخاصة بأفكارهم ومعتقداتهم ورغباتهم ونواياهم,وايضا القدرة على استعمال هذه المعلومات لتفسير ما يقولونه وفهم سلوكياتهم والتنبؤ بما سيقومون به الحقا..)Baron-Cohen,1994:513( ترى هذه النظرية أن األطفال التوحديين لديهم القدرة في المستوى األول من أالد ارك مثل أد ارك األشياء والمواد في البيئة من حولهم,أال أنهم ال يبلغون المستوى الثاني من تطور اإلد ارك كفهم معاني الكالم أو توقع سلوك اآلخرين. وتنشا مشكالت التفاعل االجتماعي لدى أطفال التوحد بسبب نقص اكتمال تطور األفكار في العقل بحيث ال يستطيع هؤالء األطفال ق ارءة أفكار ومشاعر اآلخرين ونواياهم ورغباتهم ومبادئهم,ويحلون المشكالت التي تواجههم في المواقف االجتماعية,ويمكن التعبير عن ذلك بالتقولب المعرفي الذاتي دون م ارعاة ألفكار ومشاعر اآلخرين )الظاهر,2009 (. :91 وتركز نظرية العقل على القدرة على استنتاج الحاالت الذهنية لآلخرين والتعرف على أفكارهم ورغباتهم واعتقاداتهم باإلضافة إلى القدرة على استخدام هذه المعلومة لتفسير ما يقولونه وإلعطاء معنى لسلوكياتهم وللتنبؤ بما سوف يفعلونه في المستقبل )الهويدي ) :

36 إن مشكلة األطفال التوحديين تكمن في عدم قدرتهم على تكوين نظرية العقل كونهم ال يستطيعون التنبؤ وشرح سلوك اآلخرين من خالل حاالتهم العقلية فهم ال يرون األشياء من وجهة نظر الشخص اآلخر )الزريقات :123( تؤكد الكثير من األبحاث وجود صعوبة لدى الطفل التوحدي في فهم الحاالت الذهنية لآلخرين وترى بأن االضط ارب السلوكي في التوحد يمكن أن يرجع إلى عدم قدرة الطفل التوحدي على التفكير أما االضط ارب االجتماعي فيرجع إلى عدم قدرته على تقدير الناس كوسطاء لهم عقول وأذهان مستقلة وأما االضط ارب في التواصل فيرجع إلى عدم القدرة على تمثيل النيات أو التعرف على التغي ارت اللفظية باعتبارها نفس أفكار المتحدث )الهويدي :175( ويشير البعض إلى نظرية العقل بإعتبارها القدرة على استنتاج وتقدير الحاالت العقلية مثل االعتقاد والرغبات والنوايا واالنفعاالت.حيث أن نظرية العقل تشير إلى أن األطفال التوحديين يواجهون صعوبات في هذه القدرة على االستنتاج.ومثال ذلك فإنهم يجدون صعوبة في تصور أو تخيل اإلحساس والشعور لدى اآلخرين أو ما قد يدور بذهن األخرين من تفكير وهذا بدوره يقود إلى ضعف مها ارت التقمص العاطفي وصعوبة التكهن بما قد يفعله اآلخرون فاألطفال التوحديون قد يعتقدون بأنك تعرف تمام ا ما يعرفونه هم ويفكرون فيه. األطفال معرفة من الرغم وعلي يعانون أنهم إال اآلخرون إليه ينظر لما التوحديون من صعوبة.) 93: 2000 أفكار ) من اآلخرين عقول في يدور ما إد ارك علي القدرة في كبيرة كوهين نظرية فصام الطفولة :- وضع هذه النظرية كل من سينجر وويمن Singer & Wymmen فى عام 1963 وقد أشارت هذه النظرية الى أن التوحد هو شكل من أشكال الفصام المبكر ( فصام الطفولة ) و الذى يمكن أن يتطور فيما بعد في مرحلة الم ارهقة و يظهر أع ارض الفصام كاملة فى هذه المرحلة. ووفقا لهذه النظرية فالطفل يوجد في بيئة تتسم بالتفاعل األسرى غير السوى فال يشعر بالتكيف و التوافق النفسي االنفعالي مما يؤدى الى رغبة الطفل فى تحقيق التوازن النفسي االنفعالي و لكنه يفشل فى تحقيق ذلك ومع تك ارر محاوالته و إخفاقه يصاب باإلحباط واالكتئاب النفسي و لذلك ينسحب انفعاليا من هذا التفاعل المنفر و من ثم يبدأ الطفل فى توجيه انتباهه الى ذاته لتحقيق التكيف النفسي االنفعالي مع ذاته و ليس مع اآلخرين ثم يستغرق فى توجيه انتباهه الى احالمه نحو عالمه الداخلي الخاص به ومع نمو الطفل يظل 36

37 منغلقا على ذاته فتظهر و تتطور لديه أع ارض شبيهة بأع ارض الفصام ( أع ارض التوحد ) )عبد العزيز :.) 39 : 1999 النظرية االجتماعية :- يرى رواد هذه النظريات أنه يمكن النظر الى التوحد باعتباره اضط ارب في التواصل االجتماعي حيث أن المها ارت اللغوية و االد اركية لألطفال التوحديين كانت طبيعية في البداية و نتيجة لظروف التنشئة االجتماعية ينتج عنها انسحاب الطفل من التفاعل االجتماعي مع الوسط المحيط به و انغالقه على ذاته إلحساسه بعدم التكيف كما بينت أيضا أن التوحديين لديهم إعاقات عضوية تعوق عملية التواصل مع اآلخرين بصورة طبيعية كما اوضحت تلك النظرة االجتماعية أن ميول و اتجاه آباء و أمهات االطفال التوحديين تلعب دو ار أساسيا في اعاقة ميكانزم التواصل مع هؤالء االطفال كما أن ظروف التنشئة االجتماعية التي تتسم بالعواطف الجافة و نقص التواصل اللفظي بين االبوين و الطفل تعد من العناصر االساسية المسببة للتوحد وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة التي تتكون فيها شخصية الطفل حيث انها تؤدى الى انسحاب الطفل من التفاعل مع العالم الخارجي و انغالقه على ذاته و أشارت لورنا وينج.L Wing, الى أن القصور األساسي في التوحد هو قصور اجتماعي وهذا القصور االجتماعي يظهر فى ثالث مجاالت مختلفة أطلقت عليها اسم أوجه القصور الثالثية للتفاعل االجتماعي )الظاهر, 2009.) 80 : النظرية العصبية :- اشار الباحثون الى ان التوحد قد يرتبط باضط ارب في المنظومة العصبية للمخ خاصة ما يتعلق بالفص الصدغي والمخيخ,فقد وجد نتيجة االختبا ارت التصويرية للدماغ وجود ضمور في المخيخ وصل الى )13 % (عند التوحديين وهو المسؤول عن تنسيق الحركة والتوازن وقد يكون هناك خلل في الفص االمامي وهو المسؤول عن وظائف التخطيط والتحكم. وتوصل بيفن واخرون al,1996( Peven et (ان حجم الدماغ لدى االف ارد المصابين بالتوحد اكبر من االف ارد غير المصابين به ) 114: al,1996 (. Peven et ووجد ايضا ان حجم الفصوص عالقة بالقدرة على االنتباه. في المخيخ اصغر حجما لدى التوحديين مقارنة بالعاديين,وهذا له 37

38 كما ان الخلل في بعض المها ارت األطفال التوحديين مثل ضعف القدرة على حل المشكالت,والتصلب وتدني تقبل التغيير يرتبط بوجود خلل في أغشية الدماغ,كما أن التكوين المعقد في جذع الدماغ للطفل المصاب بالتوحد يؤدي الى الفشل في التزود بإثارة مناسبة وهناك من يرى ان جذع الدماغ اقصر عند األطفال التوحديين مقارنة بجذع دماغ األف ارد العاديين. وأشار كوهين وبولتون )2000 (ان درجة تركيز حامض )الهوموفانيليك () Acid Homoranilic (مرتفعة في السائل المخي المنتشر بين انسجة المخ والنخاع الشوكي لدى التوحديين قياسا بالعاديين )العادلي 2014, ) 34:. النظرية الكيميائية :- ان الد ارسات التي اجريت في تاثي ارت العوامل الكيميائية اشارت الى وجود عوامل كيميائية قد تؤثر في االداء الوظيفي الج ازء من المخ,ويعد السيروتونين Serotonin( (من النواقل العصبية المهمة في الجهاز العصبي المركزي. ويتحكم في العديد من الوظائف والعمليات السلوكية ومنها اف ارز الهرمونات والنوم وح اررة الجسم والذاكرة والسلوك النمطي,وينشا السيروتونين في الدم من جد ارن االحشاء,ويتم هدمه خالل عملية االيض وفي حالة وجود مشكالت في عملية االيض يترسب بكميات اعلى في الدم او البول لدى التوحديين,وامكن خفض تركيزه بتناول عقار فينفالرمين Fenflarmine( (,وقد لوحظ تحسن االداء اللغوي لدى التوحديين والسلوك االجتماعي والذكاء. كما تلعب زيادة تركيز الدوبامين ( Dopamine (في الدماغ االوسط,دو ار في السلوكيات التوحدية مثل النشاط ال ازئد والنمطية والطقوسية والتوتر والنعاس واشار كامبل واخرون ( al Campbell et 1982, (الى ان تناول عقا ارت تخفض نسبته يؤدي الى خفض سلوكيات النمطية وايذاء الذات ) 114:.) Peven et al,1996 النظرية البيولوجية :- يرى المهتمون بهذا المجال ان االصابة بالتوحد تحدث نتيجة العومل البيولوجية,وتنحصر هذه العوامل في الحاالت التي تسبب االصابة في الدماغ قبل او اثناء او بعد الوالدة,مثل اصابة االم بمرض 38